Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الإخبار الخليجية

الاختبارات

حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري 

حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري 

لاشك أنَّ الاختبارات المدرسية مما يقلق الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم ؛ فالكل مشغولٌ بهذه الاختبارات ؛ والكلُّ مهتمٌّ بها ؛ ونسأل الله العون للدارسين من الطلاب والطالبات في التعليم العام خاصة ؛ وفي سائر المراحل الدراسية عامة ؛ وما على الطلاب والطالبات إلا بذل الجهد والوسع في المذاكرة ومراجعة الدروس ؛ وعدم التهاون بذلك لتكون النتائج طيبةً ؛ والثمرة يانعةً ؛ وما على أولياء الأمور إلا تهيئة الأجواء الطيبة لأبنائهم وبناتهم ؛ ليؤدوا امتحاناتهم الدراسية في أحسن حال ، وأكمل هيئة ؛ وعلى أولياء الأمور أن يبذلوا وسعهم من الدعاء لأبنائهم وبناتهم بالتوفيق والتسديد في اختباراتهم التعليمية ؛ وأن ينير الله طريقهم لخدمة دينهم ، ومليكهم ، وبلادهم ؛ وهذا النوع من الاختبارات يهون أمره عند الاختبار الأعظم يوم القيامة ؛ حين يسأل فيه الإنسان عما قدمه من صالح العمل أو سيئه ؛ وصدق الله تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) ( الملك : ١ – ٢ ) وقال تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) ( الليل ٥ – ١٠ ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ ) رواه الترمذي في سننه ؛ وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم ٢٤١٧ .

وعلينا أن نرسخ في أولادنا الاستعداد لهذا الامتحان الأعظم يوم القيامة – كاهتمامنا بامتحاناتهم الدنيوية – وذلك بحثهم على الأعمال الصالحة في الدنيا بسلامة معتقداتهم ؛ وشعائر تعبدهم ؛ وحسن تعاملهم ؛ وسمو أخلاقهم مع الناس كما جاء عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ؛ ونهيهم عن الشرك ، والبدع ، والفسوق ، والعصيان ؛ لننجوا جميعاً من خزي الدنيا ؛ وعذاب الآخرة ؛ ونظفر برضوان الله وجنته ؛ وإن أهملنا وضيعنا العمل والتربية ؛ فيالها من مصيبةٍ عظمى ، وجريمةٍ كبرى ؛ يندم عليها المرء ؛ حين لاينفعه الندم ؛ وصدق الله تعالى إذ يقول : ( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) ( الزمر : ١٥ ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما مِنْ عبدٍ يسترْعيه اللهُ رعيَّةً ، يموتُ يومَ يموتُ ، وهوَ غاشٌّ لرعِيَّتِهِ ، إلَّا حرّمَ اللهُ عليْهِ الجنَّةَ ) رواه البخاري ومسلم ؛ نسأل الله أن يوفق أولادنا من الطلاب والطالبات في امتحاناتهم الدراسية ؛ وأن يصلحهم ؛ ويصلح بهم ؛ وأن يكونوا لبنة صلاح وإصلاحٍ في مجتمعاتهم ؛ وبلادهم ؛ وأن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى ؛ وأن يجنبنا جميعاً أسباب سخطه وعذابه ؛ إنَّ ربنا أرحم الراحمين . اللهم آمين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى