غُربة في قلبٍ مألوف


زينة سليم سالم البلوشي
كيف لي أن أعيشَ وأنا أفتقدُ حِسَّ الأمان؟
كيف لي أن أُحاربَ، إذا كان العدوُّ هو عزيزُ قلبي… ومليكُ روحي؟
أن تتلقّى الغدرَ من غريبٍ مؤلمٌ إلى حدٍّ كبير،
لكن ما إن يأتيكَ من قريب،تشعر وكأنّ الحياةَ تجمّدت،
وكأنّك حبيسُ جليدٍ لا يذوب،تعيشُ جسدًا بلا روح،
مُمتلئًا بالأوجاعِ والجروح.
جُرحُ القريبِ موتٌ بطيء،ولكنه مُوجِعٌ للغاية،وكأنّك
تُعلنُ الاستسلام،وتَتوقّفُ عن السعيِ نحو الحياة.
مشاعرُ الحبِّ غريبةٌ… ومُريبةٌ في آنٍ واحد،
تَسلبُ القلبَ راحتَه،وتَسلبُ العقلَ جوهرتَه.
مشاعرُ تتضاربُ بداخلي،تُوجِعُني دونَ توقّف،
وتَتراكمُ حتى تَسيطرَ عليّ،وكأنها تُخبرني أنّها لن تُفلتني أبدًا.
لا أعلمُ إلى أينَ سيقودني هذا الطريق،فالسهامُ تقتلني،
وتَخترقُ قلبي بلا رحمة.نيرانُ الغُربةِ بين مَن تُحب،
تُحرِقُك بنارِ العشقِ والغيرة.
حُبٌّ لا يعرفُ الإنصاف،ولا يَفقهُ الوجدان،
حُبٌّ قاسٍ إلى أبعدِ الحدود.
هل يمكنُ لقلبٍ أنهكَته جِراحُ الحب،
وفقدانِ الأمان، أن يعيشَ من جديد؟
هل أستطيعُ أن أُحاربَ قلبي الضعيف؟
أم أنّ الحبَّ قد سيطرَ عليه بالكامل؟
أنا في حيرةٍ من أمري…
أريدُ أن أعيش،ولكن كيفَ أعيش؟
أريدُ الحبَّ،ولكنّ الحبَّ لا يَسلكُ طريقي.
هل سأَنهزمُ أمامَ الحب؟
أم أنّني سأُعلِنُ انتصاري؟
ولكن سأحاول أن أكافح وأنتصر،
فنفسي عزيزةٌ عليّ فلن آخُذلها،سأجعل من جراح
الحبِّ طريقًا أسلكه،لعلي أستعيد نبضات قلبي،
وأعلن أن الحبَّ مجردُ وهمٍ، لا يستحقُّ الهزيمةَ من أجله.
حتمًا سأستعيد مشاعري، وأوقظها،سأعيش لنفسي،
أستعيد طاقتي وحيويتي،وأمارس حياتي بكل عزيمةٍ وإصرار.