حوارات صحفيه

غانم الكثيري: المحاماة ليست مهنة بل رسالة للعدالة

حوار : محمد بن العبد مسن

حوار : محمد بن العبد مسن

في عالمٍ تعجّ أركانه بالقضايا وتُختبر فيه القيم عند مفترقات المصالح، يبرز رجل شقّ طريقه بثبات ليقف اليوم محاميًا لا يحمل فقط لقبًا، بل يحمل رسالة. غانم مسلم الكثيري، شاب خاض رحلة العلم بتأنٍّ وصبر، حتى حان موعد وقوفه في ساحة المحاماة، لا كهاوٍ، بل كصوت يحمل الهيبة، ومشروع طموحٍ لا يعرف الانكسار.

س1: أستاذ غانم، نبارك لك انطلاقتك في عالم المحاماة. كيف تصف هذا اليوم الذي طال انتظاره؟

ج_ أجاب بنبرة تعكس اعتزازًا داخليًا وهدوءًا يليق برجل قانون: “هو يوم له ثقله في ميزان حياتي. لحظة تضعني أمام مسؤولية كبرى لا تقبل التراخي. لقد مضيت سنوات طويلة بين الكتب والمراجع، واليوم أقف على أول عتبة من عتبات العدالة، وأنا على يقين بأن القادم يحتاج أكثر من العلم… يحتاج ضميرًا حيًا وشجاعة لا تهتز.”

س2: ما الذي دفعك لاختيار هذا الطريق المليء بالتحديات؟

ج_ قال وهو يلمّ شتات أفكاره بثقة متزنة: “اخترت هذا الطريق لأني لم أكن أبحث عن وظيفة، بل عن تأثير. أردت أن أكون جزءًا من حماية الحقوق، وصوتًا للضعفاء، ودرعًا للعدالة في وجه من يتجرأ على انتهاكها.”

س3: كيف تصف سنوات الدراسة التي سبقت هذه اللحظة؟

ج_ ابتسم ابتسامة من يعرف معنى التضحية، وقال:“سنوات لا تُنسى، فيها تعبٌ وشغف، فيها ليالٍ من السهر وأيام من التركيز الحاد. لكنها كانت الزاد الحقيقي، لم تُعطني فقط المعرفة، بل صقلت شخصيتي، وزادتني صبرًا ووعيًا.”

س4: ما هي طموحاتك في ساحة القانون؟ وإلى أين ترى نفسك متجهًا؟

ج_ أجاب بعين تلمع بالإصرار: “أنا لا أطمح فقط للنجاح المهني، بل للتأثير المجتمعي. أريد أن أبني مكتبًا قانونيًا يكون عنوانًا للنزاهة والكفاءة. كما أطمح إلى أن أشارك في تطوير الوعي القانوني العام، ليعرف الناس حقوقهم ويمارسوها بثقة.”

س5: هل هناك نوع معين من القضايا تستأثر باهتمامك؟

ج_ ردّ بإيجاز حاسم: “القضايا الإنسانية هي الأقرب إلى قلبي. سواء في مجال الأحوال الشخصية، أو حقوق العمال، أو الدفاع عن الضعفاء. أؤمن أن القانون يجب أن يكون عادلًا بقدر ما هو صارم.”

س6: ما الرسالة التي تود توجيهها اليوم، وأنت تخطو أولى خطواتك العملية؟

ج_ “رسالتي لكل من يؤمن بعدالة قضيته: لا تستسلم. أما زملائي الطامحين لدخول هذا الميدان، فأقول: لا يكفي أن تعرف القانون، بل يجب أن تؤمن به وتدافع عنه مهما كانت التحديات. المحاماة ليست مجرد مهنة، إنها شرف، وصوت، وموقف.”

 

تركنا اللقاء ونحن على يقين أن هذا المحامي الشاب لن يكون رقماً عاديًا في سجل المهنة. ملامحه تُبشّر بمستقبل يحترم الهيبة، ويجري في عروقه طموح لا يُقهر. هو لا ينتظر القضايا لتأتي إليه، بل يستعد ليكون فارسها حيث نادت الحاجة إلى عدالة لا تخاف المواجهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى