الماجستيرُ بامتيازٍ للباحثِ محمدِ عرفانَ مولانا بكلية عن القصة القرآنية والجابري


مجيب الرحمن الوصابي _تونس
في أطروحة متميزة تقدم بها الطالب محمد عرفان مولانا مؤخرا إلى كلية أصول الدين بجامعة الزيتونة العريقة لنيل شهادة الماجستير في علوم القرآن والتفسير والسيرة، والموسومة بـــ” تناول الجابري للقصة القرآنية في فهم القرآن الحكيم” وقد انعقدت جلسة المناقشة بإشراف كلّ من: الأستاذ الدكتور أنور بن خليفة (مشرفًا) والأستاذ الدكتور محمد خوجة (مناقشًا) و الأستاذة الدكتورة منية العلمي (رئيسة اللجنة)
وقد أبرز الباحث في أطروحته أن قراءة الجابري للقصة القرآنية تأتي ضمن هاجسه الأعم في فهم القرآن الكريم ككل، حيث يرى ضرورة قراءته وفق مرحلتين: الأولى، فهمه في سياق زمن نزوله (معاصرا له)، والثانية، قراءته في ضوء العصر الذي يعيش فيه القارئ (معاصرا لنا).
ومن أهم نتائجه:
أولا: لا يهتم القرآن بسرد القصة بشكل كامل أو متسلسل زمنيًا كما هو الحال في كتب التاريخ، بل يركز على مواضع العبرة والاتساق مع واقع الدعوة، لذا رأينا وجود تكرار بعض القصص في أكثر من موضع -كما أتينا بالنماذج في الفصل الأخير، أو اختصار بعضها في مواضع وإطالتها في مواضع أخرى. وذلك لعدم اهتمامه بحفظ تسلسلها زمنيا. فالأولوية في السرد ليست للتفاصيل، بل لمدى توافق القصة مع الحاجة الدعوية.
ثانيا: القرآن ليس كتاب تاريخ، بل هو كتاب دعوة، حيث تأتي القصة فيه بمثابة المثل كما أكده الجابري، تهدف إلى التوجيه والتعليم وليس مجرد السرد. فالقصة في القرآن لا تحضر لذاتها، بل لوظيفتها في البيان، وإيصال العبرة، وتثبيت الحجة. فهذه هي ثلاث نتائج تقرر أن القصص القرآني هي مرآة الدعوة المحمدية تعكس استمرار هذه العلاقة، علاقة التوجيه والتصحيح التي لا تخلو من مؤاخذات، من القرآن الموحى به، إلى النبي.
وفي ختام الجلسة، عبّر الباحث عن امتنانه العميق لوالديه وعائلته الكريمة، ولمشايخه وأصدقائه الذين واكبوه في هذه الرحلة العلمية، قائلا:”
“إن هذا العمل هو ثمرة تعاون وكرم أشخاص عديدين ذكرت أسماؤهم… و أهدي هذا البحث إلى من علّمني وأدّبني وأرشدني خصوصا إلى والدي لقمان بن مدناوي ووالدتي تاتي بنت توجونوا، وإلى جميع الأساتذة والإخوة والأصدقاء. وإلى جامعتي الإسلامية جامعة الزيتونة التي أفخر أني من طلابها وأسأل الله أن يديمها منارة للعلم والعلماء.”
وقد أثنت اللجنة على الطالب الإندونيسي واجتهاده وسيرته الدراسة وخلقة وبعد المناقشة تم قبول الرسالة بدرجة حسن جدا (امتياز).