Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

ويبقى الاختبار ما بقينا..!  

مريم دغريري

مريم دغريري

عندما كنا على مقاعد الدراسة، لا نعرف عن الاختبار غير ارتباطه الوثيق بالدروس، والحفظ، ثم الإجابة على الأسئلة للحصول على النتيجة المرضية. ولكن لم ندرك أن الحياة العملية بطولها وعرضها هي كذلك اختبار حقيقي تُبنى عليه أهدافنا، وتتطور..

ولكن: كيف نبدأ في خوض الاختبار الحقيقي للحياة العملية؟!

من الأفضل أن نتعرف على الحياة بأخذ معلومات ممن سبقنا فيها، ثم نتعرف على النقاط المهمة لأداء الاختبار، والنقاط التي يجب حذفها حتى لا تؤثر سلبًا أو إيجابًا على النتيجة، ثم نبني عليها ما تم إدخاره سابقًا من دروس مستفادة، ممزوجة بالأخلاق والأدب الرفيع الذي يرفع قيمة الشخص داخل مجتمعه.

ونحن نتعايش مع مزاجيات وعقول مختلفة قد لا نتفق معها في الأداء المطلوب، وكذلك لا نفرض وجودنا ولا وجودهم في قاعة الامتحان بالصورة التي نريد، بل كل فرد مسؤول عن ورقة امتحانه. ثم يأتي الانطلاق في المهنة بعد الحصول على النتيجة، والحصول على تدريب إضافي. البعض لا يستطيع أن يكمل بنفس طريقة الآخرين المكتفين بما لديهم من خبرات، ولكنه يجتهد للحصول على خبرات إضافية تضع قيمة متفردة للمنتج لديه…

الحقيقة، هذا أمر يستحق الكثير من الجهد حتى يتم الحصول على النتيجة التي نرغب بالحصول عليها: لذلك، ضع لنفسك نقاطًا واضحة تنطلق من خلالها، حتى لا تتيح مجالًا للآخرين لوضع نقاط من محض أفكارهم وتجاربهم وفرضها عليك، لكي تبني عليها تفاصيل عمل المنتج.. هذه هي الحياة التي يجب أن نعيشها ونختبر فيها بما يخص المبادئ التي تربينا عليها، ثم نأتي للعمل. على سبيل المثال لا الحصر: إذا كنت مهندسًا أو طبيبًا أو أي مهنة أخرى، ادرس وتعلم المنهج والمنتج، ولكن بعد الحصول على العمل، تنفس المنتج الذي تعمل عليه كأنه جزء من روحك. فما أنجزته أنت لا يتقنه غيرك، ويظهر رائعًا لأن روحك أنت من أنتجته جنبًا إلى جنب مع أناملك…

وإذا كنت من أصحاب الفنون الجميلة التي تحتاج إليها البشرية، حتى ولو لم تكن جزءًا من يومياتهم أو غير مرتبطة بهم: أيضًا لا بد أن تتنفس ما تنتجه بقيم ومبادئ تدخل القلوب دون حواجز، والناس تثق دائمًا بصاحب المهنة المتميز في الأداء..

ومن الأفضل أن تقدمها أنت دون قناع أو اسم مستعار، ولا تنظر إلى رأي الآخرين المخالف لك. فالميدان الذي أنت فيه يكمن به نقاد وحساد، واعلم أنك مبدع في ساحات الإبداع. وانتهاز الفرص في وقتها قد لا يتاح للكثير منا..

هناك في جميع بلاد العالم منذ آلاف السنين أسماء لمعت وظهر بريقها كالنجوم؛ لأن هدفها كان واضحًا، وهو إبراز فنون ذات قيمة عالية توزن بماء الذهب في تفردها، حتى تصبح نورًا يقود البشرية جمعاء. وما أجمل أن يحمل ذلك الفن ارتكازًا محوريًا يقوم عليه – هام جدًا – وهو روح الإنسانية. كن إنسانًا قبل أن تصبح مبدعًا…

وفي النهاية، من الأجدر بنا ألا نهتم بأخذ لقطة مميزة مع المتميزين، بل نتعلم منهم كيف نصنع اللقطة المناسبة لنا. لأن الاختبار الحقيقي هو “اختبار الذات..”

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى