الأدب والشعر

أَنِينُ المَاضِي

زينة سليم سالم البلوشي 

زينة سليم سالم البلوشي 

حين أعجزُ عن الكلامِ… أبحثُ عن أحدٍ يحتويني… فلا أجدُ سوى وسادتي، على الرغمِ من صمتِها، تحتويني بين ضلوعِها.

مشاعري توقّفَت، وكلماتي فضَّلَتِ الصمت، وأقلامي فقدَتِ القدرةَ على الكتابة، فجفَّت.

نيرانُ الصمتِ تقتلني يومًا بعد يوم، وأنينُ الوجعِ يُلازمني طوالَ اليوم.

لا أرى رفيقًا لي سوى العُزلة، ولا أعرفُ بماذا أصفُ نفسي.

أرى نفسي كقتيلةٍ قُتِلَتْ بأوجاعِ الماضي… ودُمِّرَت.

أردتُ أن أستعيدَ ذاتي، لكنَّ ذكرياتِ الماضي تُلاحقُني دونَ توقُّف، كأنها ظلِّي الذي لا يريدُ مفارقتي.

حقيقةً، أشعرُ بالتعب، أشعرُ بالألم…

فهلِ الذكرياتُ المؤلمةُ إلى هذا الحدِّ قاتلة؟

أم أنني أنا مَن يقتلُ نفسه حينَ يذكرُها؟

أحيانًا، أتساءل بيني وبين نفسي:

هل أنا من أعطى الذكرياتِ قيمةً لتسلبَ راحتي؟

أم أنَّها، في أصلِها، مَن دَمَّرَتني، فلم أعد أملكُ القدرةَ على مواجهتِها؟

مشاعرُ تَسيطرُ عليّ، وكأنني لُعبةٌ بين يديها،

ليس بمقدوري أن أفعلَ شيئًا،

سوى أن أُكافحَ للتغلُّبِ عليها.

ليتني أملِكُ مصباحًا سِحريًّا، يُحقق لي أمنياتي،

تلك التي لطالما ظلَّت أمنياتٍ فقط.

أريد أن أُحارِبَ ذكرياتي، وأُقاتِلَها،

وكأنني في حربٍ، وأُريدُ النصرَ… لا الهزيمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى