الحج فيه منافع للناس


حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري
يقول الله تعالى : ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ) ( الحج : ٢٧ – ٢٨ ) قال الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله في المنافع التي تحصل للناس في موسم الحج : ” من المنافع الدنيوية التي يلمسها الناس البيع والشراء ، ومكاسب أصحاب الحرف التي تتعلق بالحجاج ، والحركة المستمرة في وسائل النقل المختلفة ، وفائدة الفقراء مما يدفع لهم من صدقاتٍ أو يقدم من ذبائح الهدي ، والضحايا ، والكفارات عن كلِّ محظورٍ يرتكبه المحرم ، وتسويق البضائع ، والأنعام إلى غير ذلك مما يلمسه كل مسلمٍ يشارك في الحج ، ومن المشاهد أنَّ الله سبحانه يسهل النفقة ، والبذل فيه على الإنسان حتى تجود يده بما لم يجد به من قبل في حياته العادية ؛ علاوة على ما في الحج من التعارف فيما بين المسلمين ، والتعاون على مصالحهم .
أما المنافع الدينية التي تعود على الحجيج بالخير الجزيل من أعمال الآخرة ؛ فمنها : التفقه في الدين ، والاهتمام بشئون المسلمين عمومًا ، والتعاون على البر والتقوى ، والدعوة إلى الله سبحانه ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والاستكثار من الصلاة ، والطواف ، وذكر الله عزَّ وجلَّ ، والصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم ، والفوز بما وعد الله به الحجاج ، والعمار من تكفير السيئات ، والفوز بالجنة ، وتنزل الرحمة على عباد الله في هذه المشاعر العظيمة ؛ وقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة ؛ وإنه ليدنو فيباهي بهم ملائكته ؛ فيقول : ما أراد هؤلاء؟ ) رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها ؛ وقال عليه الصلاة والسلام : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة ) متفق عليه ، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : من حج ، ولم يرفث ، ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما ؛ والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ” انتهى ما أردت نقله من مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز ج١٧ / ١٦١ بتصرف يسير قلت : ومن أعظم المنافع في الحج توحيد الرب تبارك وتعالى وذكره في التلبية ، والإحرام ، والطواف ، والسعي بين الصفا والمروة ؛ والحلق والتقصير ؛ ورمي الجمار ؛ والوقوف بعرفة ؛ والمبيت بمنى ؛ ومزدلفة ، وذبح دماء الهدي ؛ وغيرها من الشعائر والمشاعر ؛ وقد قال النبي صلى الله عليكم : ( إنَّما جُعل الطَّوافُ بالبيت ، وبين الصَّفا والمروة ، ورمي الجمار ؛ لإقامة ذكر الله تعالى ) رواه أبو داود ، والترمذي ؛ وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ ؛ فاللهم اجعلنا من أهل التوحيد الذاكرين لك آناء الليل ، وأطراف النهار ؛ وتقبل من الحجاج حجهم ؛ وأعدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين ؛ برحمتك يا أرحم الراحمين . اللهم آمين .