Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

ذكريات الولد الشقي ..ذكري رحيل والدي 

فايل المطاعنى _عمان

فايل المطاعنى _عمان

في حياة كل ولد شقي، هناك بطل خارق لا يرتدي عباءة، ولا يملك قوى سحرية… لكنه يملأ الدنيا حضورًا، ويختصر الأمان في ابتسامة.

ذلك البطل اسمه: “والدي “.

واليوم، أكتب عنه… لا لأنني تذكّرته، بل لأنني لم أنساه يومًا.

الولد الشقي وذكريات والدي

يدخل اليوم السابع من ذي الحجة وهو يوم من أيام الله المباركة ، ولكن والدتي هذا اليوم بالنسبة لها هو يوم الصمت فهي تصمت كثيرًا فيه، وتضع المصحف بجوارها، ثم تهمس بأسمي وكأنها تخاف عليّ من الحزن… أو الذكرى ، لكنني كبرت، وعرفت. أن هذا اليوم خطف أبي.

أبي لم يكن سوبرمان، ولا يطير، ولا يحمل الجبال بيد واحدة… لكنه كان يفتح باب البيت فيدخل معه الأمان… كان صوته يسبق خطواته، وضحكته تطمئن المطبخ أن كل شيء سيكون بخير.

وكان عندما يحتضنني، أنام. فقط أنام، وكأن العالم كله تحوّل إلى وسادة دافئة.

أبي لم يكن شاعرًا، لكنه كتب في قلبي قصائد لا تمحى… لم يكن طبيبًا، لكنه كان يشفي حزني بكلمة: “تعال هنا يا ولد.”

لم يكن غنيًّا، لكنه أغنى أيامي بحكاياته، وصوته، ومشيته، ورائحته التي أذكرها حين أضع رأسي على الوسادة…في السابع من ذي الحجة، مات أبي.

لكن الحقيقة؟ هو لم يمت…

ما زال يعيش في دعاء أمي، في صوت المذياع وقت الفجر، في طقوس العيد، في تفاصيل البيت، وفي صورته التي لا تحتاج إلى إطار لتظل معلّقة في قلبي.

أنا الولد الشقي، الذي ظنّ أن الآباء لا يرحلون..والآن كلما ضحكت، تذكرت أنه علّمني أن أبتسم حتى في الغياب…رحمك الله يا أبي.

لن أكتب نهاية لهذه الصفحة…لأنك بدايتي، وذكراك لا تنتهي.. قد يمرّ العيد، وقد يمتلئ البيت بالزوار والضحك، والحنين…لكن في كل ضحكة، سأبحث عنك.وفي كل دعاء، سأسلّم عليك.

اللهم اجعل قبر أبي روضة من رياض الجنة، واملأه بنور لا ينطفئ،كما ملأ قلبي حبًا لا ينتهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى