غابة الذئاب ..ضوء القمر .. الفصل الخامس عشر


سمير الشحيمي
المدينة الغائمة
جاويد يتحدث بالهاتف العمومي في السجن المركزي وهو في حالة غضب : كيف ذلك سيد مؤيد لقد ابرمنا اتفاقنا وانتهى الأمر.
السيد مؤيد : كان ذلك قبل أن تتطور الأحداث ويتسبب إبنك في إضاعة عمل سنين في عدة أيام وعلاوة على ذلك لم تنتهوا من شراء جميع الأراضي التي سيقام فوقها المشروع.
جاويد : أخبر السيد وارث بإن كل شي سيكون تحت السيطرة خلال 48 ساعه صدقني سيد مؤيد.
السيد مؤيد : ليتني أستطيع فعل شيء القرار قد اتخذه السيد وارث إنه لايريد أن يكون تحت المجهر خصوصاً أن أحد أفراد أسرتنا من منظمة الذئب الأسود متواجد بالفعل في مدينة شتله الساحليه لقد عبث إبنك مع الشخص الخطأ.
جاويد : من تقصد السيد سام ابن العقيد آل السامر؟
السيد مؤيد : نعم إنه هوه كيف علمت بذلك؟
جاويد : اسمعني سيد مؤيد إن الإتفاق سيظل قائماً ولن تنسحبوا هكذا بسهوله أين سأجد أشخاص آخرين يمولون مشروعي الضخم.
السيد مؤيد : لا أعلم عليك البحث عن بديل من الآن.
جاويد : لا تنسى يا سيد مؤيد بإن هناك شرط جزائي ملزم عليكم في حال فسخ العقد.
السيد مؤيد : لا تقلق سوف ندفع لك الشرط الجزائي.
جاويد يصمت ثم يرجع السماعه إلى مكانها بقوه وهو في حالة غضب ينظر إليه حراس السجن ثم يرفع السماعه مره أخرى ويطلب رقم بسرعه ورد عليه الطرف الآخر فقال له : اسمع يا بركان.
بركان : اسمعك سيد جاويد.
جاويد : أمامك 48 ساعه فقط لجعل هذه الحقيرة أن تتنازل لي عن الملهى تضربها تقتلها تغتصبها لا علاقة لي بلأمر أريد فقط أن يتحقق هذا الأمر وتصبح ملكية الملهى وبمن فيه لي فقط هل تسمع.
بركان وهو يبتسم : أمرك سيد جاويد إعتبر الأمر مقضي.
أغلق جاويد الخط ثم تحرك بين ممرات السجن بإتجاه زنزانته هم أحد المساجين بالتحدث إليه عند باب زنزانته لكنه أكمل طريقه بالممر إلى أن وصل إلى زنزانة الجد العقيد وفتح الباب بقوة نهض جوزيف من مكانه بسرعه ولكن أشار له الجد الذي كان يجلس خلف مكتبه بهدوء نظر جاويد للجد العقيد بغضب ويأشر بإصبعه إلى الجد قائلاً : سوف تندم وسوف يندم إبنك المسامر وكل أفراد عائلة العراب آل السامر تذكر كلامي جيداً.
فخرج جاويد تاركاً باب الزنزانه مفتوح وجوزيف ينظر إلى الجد الذي كان هو الآخر يفكر بكلام جاويد ومالذي يقصد به.
مدينة شتله الساحليه
الأجواء صافيه والقمر مكتمل ورواد الملهى يدخلون والجميع يخضع لتفتيش من قبل حارس الملهى شاكر.
داخل الملهى المكان يضج بالزوار وصوت المغني يملئ المكان والجميع في حالة طرب وشرب ، سناء عند المشرب تلبي طلبات الزبائن ومعها إحدى العاملات ورائد يساعد الزبائن ويحفظ النظام بنفس الوقت سالي في مكتبها الزجاجي المطل على الساحة من الداخل تنظر إليهم ثم تعود خلف مكتبها أمامها شاشات مراقبة تفتح الحاسوب المحمول وتنهمك بعملها وهيه تقول : أتمنى أن تمر هذه الليله على خير من دون مشاكل.
خارج الملهى
تتوقف ثلاث سيارات وينزل منها عدة رجال من ضمنهم مداح وبركان حيث وقف بركان شامخاً بنظارته الشمسيه وهو يبتسم ثم مشى وخلفه مداح وخالد والرجال الآخرين نظر إليهم شاكر حارس الملهى في ريبه فقال عند اقتراب بركان : إلى أين يا سيد يجب أن تخضع لتفتيش.
نظر إليه بركان من خلف نظارته الشمسيه و سدد له لكمة على معدته كانت كفيله بإن يسقط شاكر من الألم.
رأت سالي عن طريق شاشات المراقبة ما حدث بالخارج مع شاكر فنهضت من مكانها واتجهت إلى الواجهه الزجاجيه للملهى ، دخل بركان ومداح وخالد وبقية الرجال فأتى رائد إليهم قائلاً : مالذي يحدث كيف لكم أن تقتحموا المكان هكذا؟
ينظر إليه بركان وهو يخلع نظارته ويعلقها خلف رقبته وهو يقول : أين هيه صاحبة المكان؟
رائد : من أنت ومالذي تريده منها؟
مداح : رائد ابتعد عن الطريق قبل أن تتأذى؟
رائد : مالذي ستفعله إن لم أبتعد؟
وما أن انتهى من آخر جمله له حتى باغته بركان لكمة هوت على وجهه أطاحت به فاقداً للوعي.
مداح بغضب : بركان سيطر على نفسك لا نريد افتعال المشاكل هنا أمام كل هؤلاء الحضور.
بركان يلتفت يمنه ويسره وهو يقول : لا رأى أحد غير مجموعه من عديمي الفائدة.
جميع الحضور ازاحوا نظرهم عن بركان ثم ابتسم بغرور قائلاً : هل رأيت هيا اتبعني.
تحرك بركان إلى المشرب حيث كانت سناء تقف خائفه فقال لها : أريد كأسا من المشروب الفاخر.
تنظر سناء في خوف إلى بركان وهيئته المتوحشه مفتول العضلات فتحركت تعد له كأسه الذي طلبه وهو يهز رأسه مع أنغام الأغنية التي تصدح بالمكان فأخذ كأسه ودفع قيمته قائلاً : دعي الباقي لك يا حلوتي.
غادر المكان بإتجاه مكتب سالي التي تجلس خلف مكتبها بتوتر محاوله التمسك برباطة جئشها دخل بركان ومداح وبقي خالد خارج المكتب فجلس بركان مقابل سالي ورفع قدميه على مكتب سالي وهو يشرب كأسه بتلذذ وسالي تنظر إليه ثم قالت بحدة : أيه أنت مالذي دهاك من تكون لتقتحم الملهى و مكتبي بهذه الطريقه ماهذا سيد مداح؟
مداح : إنه رجل أرسله أبي ليتفاوض معك.
سالي : بشأن ماذا يتفاوض معي ؟
بركان وهو يأخذ جرعه خفيفه من كأسه ثم قال : هذا الملهى يجب أن ننتهي من شراءه بأسرع وقت ممكن أيتها الحسناء.
سالي : لكنني أخبرت السيد مداح والسيد جاويد بإن الملهى ضوء القمر ليس للبيع بتاتاً.
بركان : هذا الرفض سيقبله السيد مداح والسيد جاويد ولكن بالنسبة لي فهو أمر مرفوض تماماً.
سالي : سيد مداح لقد انتهينا من هذا الأمر.
مداح : آسف يا سالي الآن بركان هو الشخص المفاوض الجديد بشأن ضوء القمر.
بركان يمد يده إلى مداح وهو يقول : اعطني ماعندك من أوراق.
أخرج مداح من جيبه ورقتين أعطاهما إلى بركان الذي أخذهما ووضعهما على مكتب سالي قائلاً : اسمعي جيداً ما سأقوله لا أعيد كلامي مرتين.
سالي تنظر إليه بقلق فأردف قائلاً : هذه الورقة شيك بالمبلغ المستحق لقيمة الملهى والأرض المقام عليها الورقة الثانيه صك شرعي لتنازل بيع وشراء للملهى للمالك الجديد السيد جاويد قبل أن تنطقي بأي كلمة تأكدي أنه لا خيار لك.
سالي تنظر إلى الشيك وصك التنازل وتنظر إلى بركان ومداح فقالت وهيه تبلع ريقها : سيد بركان ضوء القمر ليس للبيع.
بركان ينهض من على كرسيه وهو يقول : سأدعك تفكرين وغداً سآتي لآخذ ورقة الصك موقعه بتوقيع أناملك الجميلة وسأترك لك رساله لتفهمي بإنني جاد بما أقوله.
خرج بركان من المكتب وخلفه مداح ووقف أمام رجاله قائلاً : دمروا المكان بإكمله.
أمسك بركان أول مقعد أمامه ورماه إلى أقرب نافذة وحطمها وبدءو بتحطيم كل ماتصله أيديهم وهرب جميع من كان بالملهى ثم أمسك بركان مقعد اخر ورماه بكل قوته إلى الواجهه الزجاجيه لمكتب سالي وحطمه نهائياً فوقعت عينه على عين سالي ثم ابتسم قائلاً : غداً سآتي الافضل أن تكون الأوراق موقعه برضاك لإنه وقتها ستوقعيها مجبرة لن تعجبك طريقتي بلأجبار لكي الخيار.
أشار للرجال بالمغادرة وخرجوا جميعاً وظل مداح واقف ينظر إلى سالي وهو يبتسم ويلقي نظرة على الدمار الذي حدث بالملهى ثم أعطاها ظهره وغادر المكان وبقية سالي صامته وسناء خلف المشرب ترتجف من الخوف.
يتبع…