غابة الذئاب.. ضوء القمر .. الفصل العاشر


سمير الشحيمي _عمان
المدينة الغائمة
الجميع يقفون عن العراك بلا حراك تغمرهم الدهشه والمفاجأة ينظرون إلى الجد وهو يقف وبيده مسدس بلوح به إلى الأعلى.
جميع أفراد قوة مكافحة الشغب أشهروا أسلحتهم بإتجاه الجد المسلح.
الضابط بدهشه : أيها المأمور أنه يملك سلاح كيف أدخله؟
المأمور : إنه الجد العقيد يستطيع إدخال أي شئ يريده.
الضابط بإستغراب من حديث المأمور : كيف ذلك هل أنت على علم بهذا الأمر؟
المأمور : لا ليس لدي علم ولا داعي لإحد أن يعرف بهذا الأمر. ثم صرخ بأعلى صوته لجميع أفراد قوة الشغب : الكل ينزل أسلحته على الفور.
جميع أفراد قوة الشغب ينظرون إلى مأمور السجن فصرخ بهم مرة أخرى ؛ نفذ الأمر أيها العسكر.
الكل أنزل أسلحته و بحالة صمت.
الجد يجلس على كرسيه بمساعدة جوزيف ثم قال بأعلى صوته بحالة غضب : جاويد.
جاويد يخرج من وسط تلك المعمعه يمشي بخطوات بطيئه وهادئه ووقف أمام الجد قائلاً : يبدوا إنه يسمح لك بحمل سلاح هذا يدل على إنك تتحكم بأمور كثيره هنا أنت لست كهل عادي بهذا السجن.
الجد : لقد تجاوزت حدودك كثيراً يا جاويد هذا الأمر لا يمكن التجاوز عنه.
جاويد : لتنفرد بسيطرتك في السجن يجب أن تستخدم القوة وأنا هنا الزعيم الذي أمامك جاويد.
الجد : ليس لك زعامه هنا أيها الحثاله ولن تكون بما إنني هنا لن تستطيع مواجهة الذئب أيها الثعلب الممار زعامتك دعها مع حثالتك في مدينة شتله.
جاويد يضحك : ومن تكون لتقرر هذا الأمر أيها الهرم؟
الجد : أيها المأمور أن المساجين والساحه تحت تصرفك الآن لقد انتهى العراك وأنت يا جاويد لم ينتهي الحديث بيننا لنا لقاء آخر.
ينظر جاويد إلى الجد وهو يبتسم بسخريه.
يشير المأمور إلى رجال الأمن بالدخول إلى ساحة السجن ويحيطون بالمكان ويتقدم المأمور بإتجاه الجد وجاويد ويمد يده للجد الذي أخرج السلاح وأعطاه إلى المأمور قائلاً : لا تسألني كيف أدخلت السلاح أما المساجين تحت تصرفك أيها المأمور.
يشير الجد إلى جوزيف ويدفع الكرسي ويغادر المكان فقال جاويد : أيها المأمور من يكون هذا الرجل؟
المأمور : أولا ستدخل إلى الانفرادي عقاباً لك على الهرج والمرج الذي أحدثته بين المساجين.
يشير المأمور إلى أحد الحراس واقتاد جاويد وبقية الحراس صيطروا على بقية المساجين ثم اقترب المأمور من جاويد قائلاً : أما هذا الرجل فيدعى (الجد العقيد إبن آل السامر عراب منظمة الذئب الأسود.
عند سماع جاويد الإسم الكامل للجد العقيد تغيرت ملامح وجهه.
مدينة الأبراج
منزل المسامر السيدة أنفال تخرج من المطبخ وتتفاجئ بوجود السيد وارث بغرفة المعيشه ومعه ابنائه السيد جمال والسيد حسن.
السيدة أنفال : إحترامي سيد وارث لم أشعر بقدومك ولم يخبرني الحراس بدخولك إلى هنا.
السيد وارث : رغبت بعمل زيارة سريعه لك يا أنفال.
السيدة أنفال : أنه شرف لي سيد وارث.
السيد وارث : أين هو الجرو المسامر لم أره منذ عدة أيام.
السيدة أنفال : إنه متواجد في مدينة شتله.
السيد وارث : هل يعلم العقيد بالذي جرى؟
السيدة أنفال : نعم إنه يعلم.
السيد وارث : من الذي أخبره؟
السيدة أنفال : أنت تعلم جيداً برغم تواجد الجد العقيد في السجن إلا إنه يعلم كل مايدور هنا في مدينة الأبراج.
السيد وارث : كلامك صحيح إن العقيد رجل نادر ذو ذكاء خارق للعادة.
السيدة أنفال : بالفعل سيد وارث.
السيد وارث يشير إلى السيد حسن الذي تحرك بإتجاه السيدة أنفال وكان ممسك بيده حقيبه وضعها أمام السيدة أنفال.
السيد وارث : اسمعيني جيداً أريد منك الاحتفاظ بهذه الحقيبه.
السيدة أنفال : لك ذلك سيد وارث لكن اعذرني بهذا السؤال ماذا يوجد بها؟
السيد وارث وهو ينهض متكئ على عصاه الغليضه قائلاً : إنه أمر مهم للمسامر عندما يعود من مدينة شتله اعطيه إياه.
السيدة أنفال : أمرك سيد وارث.
خرج السيد وارث وخلفه ابنائه جمال وحسن وعين السيدة أنفال على الحقيبه.
مدينة شتله الساحليه
امتلئ وجه السيد مداح بالغضب عندما مزقة سالي الشيك أمامه ووضعته بالقمامه.
السيد مداح : هذا يعتبر اهانه يا سالي.
سالي : قدومك إلى هنا ومن بعد وفاة أخي يوسف وتقدم لي شيك لتشتري آخر ما املك من ذكريات أبي ملهى ضوء القمر ماذا تعتبره أليس اهانه.
السيد مداح ينهض : لقد صبرت عليك كثيراً جميع الأراضي التي بجوار الشاطئ اشتريتها وبقيت الأرض التي عليها ملهاك خذي النقود وانقلي ملهاك إلى مكان آخر.
سالي تنهض : ضوء القمر ليست للبيع ولن أترك مكاني مهما كان.
السيد مداح : فكري جيداً.
ينهض المسامر قائلاً : أرجو منكما الهدوء الغضب ليس حلاً.
السيد مداح وهو ينظر إلى المسامر ويشير بإصبعه : وما دخلك أنت؟
سالي : أحترم ضيفي.
المسامر ينظر إلى مداح واصبعه الذي رفعه في وجهه : دعيه آنسه سالي إنه غاضب.
السيد مداح : سالي معك يومان إذا لم تأتي لتتنازلي عن الملهى سوف يكون لي تصرف آخر معك.
المسامر : سيد مداح أولا أتمنى أن تتحدث بإحترام مع الآنسة سالي.
السيد مداح : لا تتدخل أنت هنا ضيف دعنا نحن أبناء هذه المدينة نتفاهم مع بعض بطريقتنا الخاصه.
المسامر يقترب منه وهو يبتسم قائلاً : ثانياً لا ترفع اصبعك مرة أخرى في وجهي بهذه الطريقة وعلى كلامك الأخير لقد أخطأت سيد مداح بما إنني هنا فأنا لي شأن بهذا الأمر والآنسه سالي تحت حمايتي.
السيد مداح ينظر إلى المسامر بغضب ثم قال : خالد هيا بنا.
خرج مداح وخالد فقالت سالي : لا تورط نفسك معه إنه رجل يحب افتعال المشاكل.
المسامر : وأنا أهوى المشاكل.
فالخارج يركب مداح سيارة ويقودها خالد.
السيد مداح : هذا المدعو السيد سام يجب أن يعاقب على كلامه.
خالد : مالذي تأمر به سيد مداح؟
السيد مداح : أريدك أن تترك له رساله صغيره ليعرف جيداً أن لا يتحدى مداح بن جاويد.
ولمعت عيناه.
يتبع…