الأدب والشعر

مذكّرات الولد الشقي..القطة السوداء

فايل المطاعنى

فايل المطاعنى

مياو… مغامرتي مع القطة السوداء”

في حياتي، مرّ عليّ كثير من الشخصيات الغريبة: الجار اللي يشخر بصوت ديناصور، والمعلمة اللي تضحك قبل لا تعصب، وحتى ابن خالتي اللي يلبس الكنادر بالمقلوب ويقول إنها “أسرع”!

لكن ولا مرة خفت مثل خوفي من قطة سوداء.

جاهزين تسمعون القصة؟ خذوا نفس عميق… لأنها حكاية فيها “مياو“، ومفاجآت، ونفحة من الجن!

طول عمرنا والقطط حوالينا. أقصد بكلمة “حوالينا” إنها كانت تمشي بينا كأنها من أهل البيت. أليفة، تلعب، تتقافز… بس معي؟

أنا حكاية مختلفة!

أنا عندي خوف مزمن من القطط، وبالأخص السوداء منها.

من وين جاني هذا الخوف؟ لا تسألني… لكن يمكن من كثرة ما سمعت جدتي تحكي عن الجن اللي يسكنون في القطط، بالذات إذا كانت عيونها تلمع وتقول “مياو” في الظلام!

وقتها كانت بيوتنا، مثل قلوبنا، مفتوحة. الجار يدخل عليك فجأة، يأخذ بيضة، يرجعها بعد يومين… ويا ليت يرجعها بيضة!

وكان عند جيراننا قطة سوداء، لا هي شريرة ولا مسالمة… بس كل ما تشوفني تركض علي وتقول “مياو” كأنها تعرف نقطة ضعفي!

وفي أحد الأيام، كنت راجع من البقالة، فرحان بالحلاوة، إلا وهي واقفة عند باب بيتنا… تناظرني بنظرة “أنا أعرفك يا ولد فلانة”، وتقول مياااااو!

أنا ما انتظرت. رميت الحلاوة، وركضت كأني داخل أولمبياد الهروب من الجن!

أمي تقول لي: “وش فيك تركض؟”

قلت: “القطة السوداء! شكلها اليوم ناوية تتكلم مو بس تـقول مياو‘!”

تطورت الأمور بعدين… صرت أغير طريقي إذا شفتها.

أدخل من باب الجيران، أطنش المدرسة، وأقنع نفسي إن القطة تراقبني، وإنها “جاسوسة الجن”!

وصاروا أخواني يضحكون علي، مرة حطوا صورة قطة سودة على مخدتي، صحيت وأنا أصارخ “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!!”

كبرنا وتغيّرت أشياء كثيرة… بس القطة السودة؟ للحين تلاحقني في الأحلام!

يمكن ما كانت جن، ويمكن كانت تبيني أفتح قلبي وأحبها…

بس الولد الشقي اللي في داخلي، للحين إذا سمع “مياو” في الليل، يغطي وجهه باللحاف، ويقول:

“لا تطالعيني بهالعيون، أنا من زمان خايف منكم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى