حوارات صحفيه

دكتورة داليا يغمور: رحلة التميز والإبداع في خدمة الوطن  

حوار: محمد بن منيع أبوزيد

حوار: محمد بن منيع أبوزيد

د. داليا بنت عدنان يغمور، مدير مكتب مدير عام فرع الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للدراسات والمشاريع بفرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمدينة المنورة. تميزت منذ 2019 بدور ريادي في تطوير الأداء المؤسسي، كوني سفيرًا للجودة والتميز المؤسسي بمنطقة المدينة المنورة.

حصلت على المركز الأول مرتين في جوائز التميز المؤسسي على مستوى الوزارة ومناطق المملكة. كما حصلت على جائزة المدينة للموظف المتميز على مستوى الجهات بمنطقة المدينة المنورة (فئة الموظف المكتبي). أسهمت في مبادرات نوعية دعمت جودة الخدمات وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

1. بدايةً، نود أن نتعرف على بداياتك في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. ما الذي ألهمك لاختيار هذا المسار المهني، وكيف بدأت رحلتك في هذا المجال؟

بدأت رحلتي في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بدافع وطني عميق ورغبة صادقة في الإسهام ببناء مجتمع يسوده العدل وتتحقق فيه المساواة. إيماني الراسخ بأن المرأة السعودية قادرة على إحداث أثر حقيقي دفعني للانخراط في منظومة العمل الحكومي منذ وقت مبكر، حيث تنقلت في عدد من المواقع، بدءًا من إدارة شؤون المرأة، ثم خدمة العملاء، فمديرة للدراسات والمشاريع بمكتب سعادة مدير عام الفرع، وصولًا إلى قيادة ملفات التميز المؤسسي والجودة.

وقد شكّل الدعم اللامحدود الذي تحظى به المرأة السعودية اليوم مصدر إلهام متجدد بالنسبة لي، في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وسمو ولي عهده الأمين صاحب الرؤية والطموح الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله –، اللذين قدّما نموذجًا عالميًا في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في التنمية الوطنية. واليوم، أرى في مشاركتي بصناعة السياسات ورسم التوجهات المؤسسية جزءًا من مسؤولية وطنية كبرى، تسهم في تحقيق تنمية مستدامة يشارك فيها الجميع، وتُبنى على أساس الكفاءة والفرص المتكافئة.

2. لقد حققتِ إنجازات ملحوظة، حيث حصلتِ على المركز الأول مرتين في جوائز التميز المؤسسي على مستوى الوزارة ومناطق المملكة. ما هي العوامل الرئيسية التي تعتقدين أنها ساهمت في تحقيق هذه النجاحات البارزة؟ 

النجاحات التي تحققت – بفضل الله – لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة تكامل مجموعة من العوامل الجوهرية، في مقدمتها الإيمان العميق بثقافة التميز، والعمل بروح الفريق، وتبنّي التخطيط الاستراتيجي المبني على التحليل الدقيق للبيانات. كما كان لشغفي بالتطوير المستمر وحرصي على مواكبة أفضل الممارسات العالمية في مجالات الجودة والابتكار دور كبير في تحويل الرؤية إلى منجزات واقعية وملموسة.

ولا يمكن الحديث عن هذه الإنجازات دون الإشارة إلى الأثر الإيجابي الكبير لدعم القيادة الرشيدة، التي أرست نهجًا يُعلي من كفاءة الأداء وجودة العمل. فقد أسهمت البيئة التحفيزية التي غرسها معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي – حفظه الله – في ترسيخ ثقافة التميز والابتكار المؤسسي على مستوى كافة قطاعات الوزارة، مما خلق بيئة عمل متجددة ومبدعة.

كما أعتز بالدعم الدائم والتوجيه الحكيم من سعادة المهندس عبدالله الصاعدي، مدير عام فرع الوزارة بمنطقة المدينة المنورة، الذي كان ولا يزال مثالًا للقيادة التشاركية التي تؤمن بالتمكين، وتحرص على الاستثمار في الطاقات البشرية، وتدعم المبادرات النوعية بثقة واحترافية عالية.

 

3. بصفتك سفيرة للجودة والتميز المؤسسي، كيف تساهمين في تعزيز ونشر ثقافة التميز في منطقة المدينة المنورة بين الموظفين والمجتمع بشكل عام؟

أحمل في مهمتي كسفيرة للجودة والتميز المؤسسي مسؤولية وطنية كبيرة، أُسهم من خلالها في ترسيخ ثقافة التميز داخل بيئة العمل الحكومي، وبناء منظومة مؤسسية قائمة على التحسين المستمر والابتكار. ومن هذا المنطلق، أحرص على حضور والمشاركة في ورش العمل والدورات التدريبية المتخصصة، وإعداد الأدلة الإجرائية والممارسات المثلى التي تسهّل تطبيق معايير التميز في كافة الإدارات.

كما أشرف على إعداد ملفات الترشيح لجوائز التميز المؤسسي، بما يضمن عكس الجهود والمبادرات بأسلوب احترافي وموثّق. وأولي اهتمامًا خاصًا بتحفيز الموظفين وتفعيل دورهم المحوري، عبر إطلاق مبادرات نوعية مثل الأداء والتميز الوظيفي“، و”العصف الذهني المجتمعي” التي أسهمت في رفع مستوى التفاعل الداخلي وتعزيز الانتماء المؤسسي.

ولا يقتصر دوري على البيئة الداخلية للوزارة، بل يمتد لإشراك المجتمع المحلي من خلال برامج التواصل الحكومي الفعّال، وتوظيف منصات التواصل الاجتماعي لنشر قصص النجاح، وبث رسائل التميز، وتحفيز المجتمع على التفاعل والمشاركة. إن ما أُنجز لم يكن ليتحقق لولا توجيهات القيادة الوزارية الرشيدة، والدعم المستمر من إدارة الفرع، مما يعكس النهج الوطني الذي تبنته الدولة في تمكين الكفاءات، وفتح آفاق التميز بلا حدود.

4. هل يمكنك إلقاء الضوء على بعض المبادرات النوعية التي أُطلقت لدعم جودة الخدمات المقدمة في الوزارة، وكيف أثرت هذه المبادرات على أداء الفريق؟

أفتخر بإطلاق عدد من المبادرات النوعية التي أسهمت في رفع جودة الخدمات وتعزيز كفاءة الأداء، أبرزها:

– “المساعد الشامل لموظف خدمة العملاء” الذي وحّد المعلومة وساعد على تقديم خدمة احترافية.

– “مستفيد بذكاء” الذي وظّف الذكاء الاصطناعي لتحليل احتياجات المستفيدين وتخصيص الخدمات.

– “العصف الذهني” لتعزيز التواصل المجتمعي وتفعيل الابتكار المؤسسي.

– مبادرات تصميمية لمعالجة المساحات المهملة ضمن بيئة العمل.

وقد انعكست هذه الجهود إيجابًا على رضا الموظفين والمستفيدين على حدٍ سواء، وكل ذلك ما كان ليتحقق لولا دعم وتوجيهات الوزارة الكريمة، والدعم المباشر من سعادة المهندس عبدالله الصاعدي، الذي أتاح لنا مساحة للابتكار والعمل بثقة.

5. كيف تسهمين بشكل فعال في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال المشاريع والمبادرات التي تعملين عليها في الوزارة؟ 

أساهم من خلال التركيز على محاور التميز المؤسسي والتحول الرقمي وتمكين الكفاءات. تشمل مساهماتي:  

– تصميم خطط استراتيجية متوافقة مع مستهدفات الرؤية.

– تنفيذ مشاريع تعزز الشراكة المجتمعية.

– تطوير خدمات رقمية مبتكرة.

– قيادة مبادرات لتحسين تجربة المستفيد.

كما أن دعم المرأة وذوي الإعاقة من خلال برامج تخصصية يعكس التزامي بأهداف التمكين المجتمعي والتنمية المستدامة.

رؤية المملكة 2030 ليست مجرد خارطة طريق، بل هي مشروع وطني متكامل آمنت به منذ انطلاقه بقيادة سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله –. أعمل جاهدة على ترجمة هذه الرؤية إلى واقع، من خلال قيادة مشاريع نوعية تُعزز كفاءة الأداء الحكومي، وتدعم التحول الرقمي، وتمكّن الكفاءات الوطنية.

6. ما هي أبرز التحديات التي واجهتكِ على مدار مسيرتكِ المهنية، وكيف استطعتِ التغلب على هذه التحديات لتحقيق أهدافك؟

أبرز التحديات كانت:

– مقاومة التغيير.

– تعدد المسؤوليات.

– العمل تحت الضغط، خاصة عند قيادة ملفات جوائز التميز.

استطعت التغلب عليها من خلال:  

– تعزيز ثقافة الابتكار.

– بناء فرق عمل فاعلة.

– تطبيق أدوات تحسين الأداء مثل منهجيات التفكير التصميمي وقياس الأثر.

كما أن التخطيط المسبق والتطوير المهني المستمر كانا سلاحين رئيسيين لتجاوز التحديات وتحقيق التميز.

واجهتُ تحديات إدارية وبشرية وتقنية، لكنني تعلمت أن التحديات هي محطات للتعلم والنضج المهني. وبتوفيق الله ثم بدعم والدتي الغالية، التي كانت ولا تزال مصدر إلهامي الأول – استطعت الموازنة بين الإصرار والمرونة، وتوظيف أدوات إدارة التغيير، لتحويل كل تحدٍ إلى فرصة لبناء قصة نجاح جديدة.

7. أخيرًا، ما هي النصيحة التي تودين تقديمها للنساء الشابات اللاتي يسعين لتحقيق النجاح في مجالاتهن المختلفة، وكيف يمكنهن تجاوز العقبات التي قد تواجههن؟

أنصح كل امرأة طموحة بأن:

– تؤمن بذاتها وتسعى للتطوير المستمر دون خوف من التحديات أو الفشل، فالنجاح ثمرة الإصرار والتعلم والعمل الجاد.

– تستثمر الدعم التاريخي الذي تقدمه القيادة الرشيدة لتمكين المرأة.

– تصنع بصمتها الخاصة وتكون جزءًا من الحل.

تذكري أن قيادتنا الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – قد جعلت من تمكين المرأة محورًا أساسيًا في رؤية الوطن، فاستثمري هذا الدعم لتصنعي فرقًا.

اصنعي بصمتك، وكوني قصة نجاح تُروى، وإنجازك إضافة لوطن لا يقبل إلا بالريادة.  

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى