Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

حين تكتب الروح قبل القلم

وجنات صالح ولي

وجنات صالح ولي

في زمنٍ يركض فيه الجميع نحو المنصات والجوائز والشهرة، توقفتُ لحظة… أستلّ قلبي، وأجعله يقطر حبرًا.

لم أكن كاتبة تحمل شهادة في الأدب، ولا خريجة ورشة فنية، كنت فقط… أمًّا تنظر من نافذة بيتها، وتكتب كي لا تختنق.

كتبت أولى كلماتي على الورق لأن الحياة ضاقت، ولم أجد صوتًا يفهمني. كانت الكتابة بداية نجاة، لا رغبة في الظهور.

كنت أكتب وكأنني أرتّب روحي، ألملم شظايا مشاعر لا يُسمح لها بالبوح، وأرسم وجوهًا فقدتها أو اشتقت لها.

لم يسألني أحد: من علّمكِ الكتابة؟

لكنني أجيب اليوم: علّمتني الحياة، وعلّمني الحزن، وعلّمني الانتظار.

حين أمسكت القلم لأول مرة، لم أكن أبحث عن جمهور، بل عن ظلّ أستظل به من حرّ الأسئلة، وبرد الوحدة.

في حروفي أنثى لم تُعطَ الفرصة، فصنعت من القلم فرصة.

وفي كل كتاب، أنثى تشبهني… وتكتب عن آلاف النساء اللواتي صمتن واكتفين بالنظر.

لم أختر الكتابة، بل هي التي اختارتني حين خذلتني الحياة مرارًا.

هي التي أمسكت بيدي وقالت: “قولي كلّ ما لا تستطيعين شرحه، أكتبيه.”

ما زلت أكتب، لا لأصبح مشهورة، بل لأن الروح لا تكفّ عن الهمس.

وإن كانت الحروف صامتة، فإنها تكتبني كل يوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى