Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

مذكرات الولد الشقي..مصباح الشقاوة السحري

فايل المطاعني

فايل المطاعني

الناس تقول: “اللعب بالنار ما منه فايدة”…

وأنا أقول: “اللعب بالخيال فيه كل الفايدة!”

في زمن ما قبل الإنترنت، وقبل ما يخترعون الجوالات الذكية اللي تخليك تروح الصين وإنت جالس على الكنبة، كان خيالنا هو الطيارة، والكتاب هو التذكرة. وكل حكاية نسمعها، نحط نفسنا فيها بعيوننا الصغيرة وقلوبنا الكبيرة.

وطبعًا… ما في قصة شدتني مثل قصص الجن والمصابيح السحرية! يمكن لأني كنت أشوف إن الجن هم الوحيدين اللي ممكن يفهموني، أو على الأقل يحققوا لي طلباتي بدون نقاش.

المغامرة:

طبعا الجن عالم غامض وأيضًا مخيف، ونحن كجيل الثمانينات والتسعينات بدأت علاقتنا مع الجن من خلال قصص الأطفال والأمثال الشعبية. مثل قصة علاء الدين والمصباح السحري، وأيضًا قصة السندباد والبساط الطائر. ولأننا متأثرين بهذه القصص، تخيلت نفسي يومًا ما… وجدت المصباح السحري!

وكان أول طلب، أن أبني قصرًا كبيرًا وفخمًا، وأعاقب الأطفال المزعجين الذين كانوا يضايقونني في الحارة.

وفعلًا، كنت أقلب في صندوق قديم في بيت جدتي، أدور على شيء آكله لأني كنت جوعان … وفجأة، طاحت عيني على شيء مغبر وطويل مثل جزمة الديناصور. طلع مصباح قديم شكله غريب!

ما صدّقت! مسحته بكمّي، وقلت لنفسي: “يا رب يا كريم… يطلع جن حقيقي!”

وما إن مسحته حتى طلع دخان أزرق كثيف من فوهته، وصوت جهوري قال:

“أنا العفريت جِرْنَبُوق، عبد المصباح الطيب، شبيك لبيك… خادمك بين إيديك!”

أنا طبعًا ما كنت متفاجئ… لأني مستعد من سنين لهذه اللحظة!

قلت له على طول:

“أول شيء… أبغى قصر فخم، بباب يفتح بزرّ، وثلاجة ما تفضى، ومسبح فيه زحليقة تنزلني في العصير بدل الماء !”

قال لي: “تم!”، وطق بإصبعه، ولقيت نفسي جالس في وسط قصر، شكله من أفلام الكرتون، وكل شي فيه يلمع ويلعب!

بس ما وقفت هنا، طلبت منه يعاقب الأولاد اللي كانوا يضايقوني في الحارة.

قلت له: “أبغى كل واحد فيهم يتحول إلى تمساح صغير، كل ما حاول يزعج أحد… يتشقلب على وجهه!”

وطبعًا جِرْنَبُوق ما قصر… نفذ حرفيًا! تخيلوا تمساح لابس شورت، يحاول يركب دراجة!

بس المشكلة بدأت لما أمي نادتني من المطبخ وقالت:

“يا ولدي، قم نظّف الصالة!”

قلت للعفريت: “قول لها إني مشغول… عندي مملكة أديرها!”

قال لي: “أنا أقدر أنفّذ أوامر البشر… بس أمك؟ لا… هذا خارج صلاحياتي!”

وطق بإصبعه، ورجّعني للواقع… وأنا ماسك مصباح غبار، ولا فيه عفريت ولا عصير مانجو.

من يومها وأنا عرفت إن الجن ما يخافون إلا من أمهاتنا.

والمصباح السحري؟ خلوه لكم، أنا صرت أخاف أمسكه، يمكن يطلع لي العفريت ويقول:

قم اغسل الصحون… ولا أحولك لفأر!”

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى