Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

أعظم الذنوب

   حسن بن محمد منصور مخزم دغريري

   حسن بن محمد منصور مخزم دغريري

خلق الله الجن والإنس لعبادته وحده لاشريك له ؛ ولذا أرسل الله رسله ، وأنزل عليهم كتبه : ( رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) ( النساء : ١٦٥ ) وقال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) ( النحل : ٣٦ ) وقال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) ( الأنبياء : ٢٥ ) فالشرك بالله يا إخوة هو أعظم الذنوب على الإطلاق ؛ لأنه صرف للعبادة لغير الله تبارك وتعالى ؛ وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنَّه قال : ( سَأَلْتُ -أوْ سُئِلَ- رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أكْبَرُ ؟ ) وفي روايةٍ : أَعْظَمْ ) ( قالَ : أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ ؛ قُلتُ : ثُمَّ أيٌّ ؟ قالَ : ثُمَّ أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ خَشْيَةَ أنْ يَطْعَمَ معكَ . قُلتُ : ثُمَّ أيٌّ ؟ قالَ : أنْ تُزَانِيَ بحَلِيلَةِ جَارِكَ . قالَ : ونَزَلَتْ هذِه الآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ) ( الفرقان : 68 ) فمال بال كثيرٍ من الناس اليوم يقعون في الشرك بالله رغم تحذير الله لهم منه في كتابه ، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فهذا يعبد قبراً ؛ وذاك يعبد صليباً ؛ وهذا يعبد بقراً ؛ وذاك يعبد صمناً ؛ وذاك يعبد نبياً ؛ وهذا يعبد رجلاً صالحاً ؛ وهذا يعبد كاهناً ساحراً ؛ وغيرها من الآلهة التي تعبد من دون الله عزَّ وجل ؛ وكلها باطلة ؛ إلاَّ الإله الحق تبارك وتعالى ؛ لقوله جل جلاله : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) فهذه المعبودات الباطلة لم تكن يوماً من الدهر خالقةً مع الله تعالى ؛ ولم تك مالكةً ما يملكه تعالى ؛ ولم تتصرف في شيء من هذا الكون الفسيح كتصرف مدبرها تبارك وتعالى حتى تكون آلهة تعبد ؛ قال الله عز وجل : ( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ) ( يونس : ٣١ ) فآن للمشركين أن يؤوبوا إلى رشدهم ؛ ويفكروا بعقولهم مليَّا أن يعترفوا بوجود الله ؛ وأنَّه الخالق المالك المدبر لهذا الكون ؛ فيفردوه بالعبادة وحده لاشريك له ؛ قبل أن يندموا غاية الندم ؛ فيخسروا دنياهم وآخرتهم ؛ وصدق الله تعالى إذ يقول : ( حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ) ( الحج : ٣١ ) وقال تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) ( المائدة : ٧٢ ) وغيرها من النصوص الشرعية الكثيرة الذامة ؛ والمحذرة من الشرك والمشركين ؛ وسواءً كان الشرك أصغراً أم أكبراً ؛ قال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ) ( النساء : ٤٨ ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( مَن لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ به شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ ؛ ومَن لَقِيَهُ يُشْرِكُ به دَخَلَ النَّارَ ) رواه مسلم في صحيحه ؛ اللهم إنَّا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً ونحن نعلمه ؛ ونستغفرك لما لا نعلمه ؛ وأنت علاَّم الغيوب ؛ اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله ؛ محمدٌ رسول الله ؛ وأدخلنا الجنة مع الأبرار ؛ وقنا عذاب النار برحمتك يا رحيم يا غفّار . اللهم آمين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى