Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

مذكرات الولد الشقي ..الولد الشقي وشاحنة البيبسي!  

فايل المطاعني

فايل المطاعني

يوم من الأيام، قرر عقلي ياخذ إجازة، فقلت: “ليش ما نروح الشرقية؟”

تبعد محافظة جنوب الشرقية عن مدينة البريمي سبعمائة كيلو !!

مبارك، ابن خالي، وافق فورًا بدون ما يسأل كيف ولا ليش، كأنه رايح عرس مو رحلة تهريب!

لا معنا فلوس، ولا سيارة، ولا حتى زاد الطريق… معنا بس تفاؤل، وجزمة مخرومة، ووجه ما يعرف يستحي!

وقفنا عند دوّار المستشفي أو دوار النهضة ، تحت شمس تذيب البلاط، نحاول نوقف أي شيء يمشي وله كفرات. مرت شاحنة كبيرة مكتوب عليها “مشروبات غازية

قلت: “هاه! رحلة سبع نجوم مع مشروبات مجانية !”

وتسللنا مثل لصوص عصير، وركبنا بجوار سائق الشاحنة، ولقيتني وسط ثلاجات مليانة بيبسي وكولا وسفن أب.

مبارك قال:”أوه، جنة الغاز!”

قلت له: “هذا مو سفر، هذا شهر عسل فقير!”

صرنا نفتح علبة ورا الثانية، ونلعب “حجرة ورقة مقص”، والخاسر يشرب. بعد ثلاثين علبة، كنا نسمع أصوات غريبة من بطوننا، كأنها تردد: “ارحمونا!”

وصلنا بدية أحدى مدن شمال الشرقية ، نتمايل مثل أعمدة الإنارة وقت الزوابع، وكل واحد يحاول يمسك الثاني عشان ما ينكسر!

مبارك قال:”حسّيت أمعائي تسبح!”

قلت له: “أنا جسمي صار يهتز إذا أحد قال بيبسي!”

اتصلنا بأهلنا في جعلان، وكانت المكالمة أغرب مكالمة طوارئ بالتاريخ: “هلا؟ يبه؟ إحنا بخير، بس شوي منتفخين… من البيبسي!”

أبوي قال: “إذا كنتوا سارقين جمل، لا ترجعوا!”

ضحكنا كثير، وجانا توبيخ أكثر، بس صدقًا؟ كانت أحلى مغامرة في حياتي!

علّمتني إن الشجاعة حلوة… لكن العلبة رقم 17 كانت زايدة عن اللزوم!

ومن يومها، كل ما شفت شاحنة مشروبات… بطني يصفر، وقلبي يقول: “لا تعيدها يا ولد الشقي… لا تعيدها!”

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى