الأدب والشعر

مذكرات الولد الشقي..رحلة مدرسية

فايل المطاعني

فايل المطاعني

علبة التونة المشؤومة!”

في قاموسي الخاص، الرحلة المدرسية لا تعني التعليم والترفيه… بل معناها الحقيقي هو: حرية مشروطة، وضحك غير محدود، ومغامرة تبدأ من لحظة ركوب الباص، ولا تنتهي حتى تُفقد فردة حذاء أحدنا!

بدأ كل شيء حين وزع المعلم أوراق الموافقة على رحلة إلى “مزرعة الريم التعليمية”.

وقّعت أمي الورقة وهي تبتسم، لكنها قالت بتحذير:

ـ “بس لا تعمل مقالب مثل آخر مرة، ولا ترش زملاءك بعصير التمر!”

هززت رأسي بريئًا:

ـ “أنا؟! أنا إنسان مسؤول يا أمي… حتى علبة التونة كتبت عليها اسمي!”

وفي صباح الرحلة، وصلت المدرسة بحماس لم أشعر به من قبل… حتى أمي أعطتني سندويتشات لدرجة أن حقيبتي صارت تصدر أصواتًا!

قال لي سيف وهو يحمل بطاطسًا أكبر من رأسه:

ـ “فايل… هذي مش رحلة، هذي نزهة نجاة!”

ركوب الباص… بداية الإنفجار

ركبنا الباص وبدأ الغناء والصراخ، والمدرّس يجلس في المقدمة يحاول أن يقنع نفسه أن كل شيء تحت السيطرة.

أنا وسيف جلسنا في الخلف، حيث تحدث الأشياء “الخطيرة”.

أخرجت علبة التونة، فتشمم سيف الرائحة وقال:

ـ “يا رجل! أنت جاي تنبّه الحيوانات ولا تغذيهم؟”

ضحكتُ وفتحتها على أمل الافتخار… لكنها فتحت فجأة برشة زيت أصابت وجه خالد، زميلنا الهادئ، الذي كان يقرأ كتيب “متعة التعلم في الطبيعة”.

نظر إليّ بنظرة تقول: “لقد دمرت مستقبلي العلمي بزيت التونة!”

في المزرعة… كارثة البطة المطاردة

دخلنا المزرعة، والمدرّب بدأ يشرح لنا عن الأبقار والدجاج، وفجأة ظهرت بطة سمينة، وبدأ سيف يقلد صوتها!

البطة شعرت بالإهانة، وقررت الانتقام.

جرت وراء سيف، وسيف جرى، وأنا أضحك حتى سقطت، ثم… لحقتني أنا أيضًا!

ركضنا والبطة تركض وراءنا، والمعلم يصرخ:

ـ “لا تركضوا! لا تركضوا!”

وأنا أصرخ:

ـ “قلها للبطة يا أستاذ!!”

: رحلة لا تُنسى… وعلبة تونة لا تُغتفر

في طريق العودة، جلسنا في الباص ونحن نصف نائمين، نصف ضاحكين.

خالد لا يزال يمسح وجهه من أثر التونة، وسيف يعرض عليّ صور البطة المطاردة.

أما أنا… فقد رميت علبة التونة الفارغة خارج الحقيبة، وقلت:

ـ “هذه كانت آخر مرة آخذ تونة في رحلة… المرة الجاية نكتفي بالكعك والماء!”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى