غابة الذئاب ..ضوء القمر.. الفصل الرابع


سمير الشحيمي
تنظر سالي إلى الشيك ثم نظرة إلى المحامي رأفت من ثم ابتسمت وقالت : وهل الملهى ضوء القمر يستحق هذا المبلغ الضخم؟
المحامي رأفت : إن السيد مداح لا يريد ظلم أحد وهو يعلم جيداً بإن قيمة الأراضي المطلة على الساحل لا تستحق كل هذا المبلغ ولكن موقع الملهى الخاص بك وجمال موقعها على الشاطئ من سواحل شتله تستحق هذا المبلغ.
سالي : نعم بالفعل إن جمال ساحل شتله وخاصه المطل على جهة الملهى ضوء القمر لا يوصف مقارنه ببقية المنطقه.
المحامي رأفت : إذا أعتبر كلامك فيه موافقه بإن تبيعي لسيد مداح الأرض التي بها الملهى ضوء القمر.
سالي : لا.
المحامي رأفت وهو مندهش : لا ، كيف لك أن ترفضي مثل هذا المبلغ هل تريدي مضاعفة المبلغ أم ماذا؟
سالي : أن اعطاني شيك بقيمة 10 ملايين ضوء القمر ليس للبيع.
المحامي رأفت بإنفعال : هل جننتي؟ مالذي يعجبك بهذا الملهى القديم؟
سالي : يكفي إن والدي هو من أسس هذا الملهى وأهتم به إهتمام كبير ومصدر رزق لي ولأخي.
المحامي رأفت : فكري ولا تستعجلي بإتخاذ هكذا قرار متسرع تشاوري مع أخيك.
سالي تنهض : لا داعي بإن أشاور أخي ضوء القمر ليس للبيع بلغ تحياتي لسيدك مداح إلى اللقاء.
فخرجت سالي تاركه المحامي رأفت وهو يفكر ثم رفع سماعة هاتفه واتصل بمداح قائلاً : لقد رفضت إتمام البيع…. حسنا إلى اللقاء.
أغلق الخط.
مدينة الأبراج
تتوقف سيارة المسامر أمام شركة السيد وارث ونزل منها ومعه ديبوا وصعد إلى الطابق الذي يتواجد به مكتب السيد وارث فوقف أمامه عند مدخل المصعد حارسين من حراس السيد وارث وقال لهما : أريد مقابلة السيد وارث أخبره بإن المسامر موجود هنا.
صوت يأتي من خلف الحراس : دعوه يمر.
كان السيد جمال إبن السيد وارث فبتعد الحارسين من أمام المسامر فقال المسامر : السيد جمال أريد مقابلة السيد وارث لأمر مهم.
السيد جمال : تفضل إن الجميع بإنتظارك وعلى رأسهم السيد وارث.
نظر المسامر إلى ديبوا بنظرات ثم تبع السيد جمال إلى داخل غرفة الاجتماعات وكان الجميع موجودون من أفراد عائلة العراب آل السامر السيد مؤيد وابنه فراس والسيد قتاده والسيد عارم وابنائه مؤمن وبارق والسيد أسد وابنائه فهد وليث والسيد وارث وابنائه جمال وحسن.
المسامر : أرى الجميع هنا.
السيد وارث : كنا بإنتظارك ونعلم بقدومك.
المسامر يجلس على كرسيه وخلفه ديبوا : يبدوا وأن لكم جميعاً علاقه مع العصابة التي فجرت بالحي السكني القديم وقتل فيها رجل كان من ضمن أفراد منظمتي.
السيد مؤيد : اسمع يا سيد سام نحن ليس لنا صله بالذي حدث لا من قريب ولا من بعيد أنه فعل عصابات شوارع.
المسامر : أعلم ذلك ولكن أن تكون أصابع الإتهام توجه إلى منظمتي فهذا لا يرضيني بتاتاً.
السيد قتاده : ومالذي تريد أن تفعله؟
السيد أسد : أكيد يريد محاسبة أفراد عائلة العراب بسبب أمر تافه.
المسامر : لا يا سيد أسد أنا أتيت هنا لإتحدث مع السيد وارث أريد معرفة من وراء هذا العمل لكي أبعد أصابع الإتهام عن منظمتي.
السيد وارث ينهض من على كرسيه وبيده عصاه الغليضه قائلاً : أسمع أيها الجرو الصغير أكملت عامين منذ قدومك إلى هنا تقبلنا وجودك بيننا وتدير أعمالك وأعمال أباك الجد العقيد ولم نتدخل لكن يجب أن تعلم أن العالم الذي نحن فيه يخفي أمور كثيره والأعداء يتربصون بنا من كل حدب وصوب وفي بعض الأحيان يجب أن تضع يدك مع عدوك من أجل مصالح مشتركه.
المسامر : لكن أنا ليس لي أعداء.
السيد وارث : أنت لم تحتك مع الجانب المظلم في عملنا هذا والأعداء الذين اتحدث عنهم يعملون تحت الظل وبعض الأعمال تجبرك أن تتعاون مع أعدائك لكي تستمر.
المسامر : أنت تعلم من هيه العصابه إذا.
السيد حسن : نعم نعلم ولكن ليس من مصلحتك أن تتواجه معهم الآن.
المسامر : لماذا مالذي يمنع؟
السيد جمال : أعمالنا معهم التي تمنع.
المسامر : وتشويه سمعتي من يدفع ثمنها؟
السيد وارث : لقد رفضت مساعدة الضابط جبران لك.
المسامر : لإنني برئ لا أريد أن يكون علي وجه شبهات.
السيد وارث : إذا جواب الذي تبحث عنه موجود في مدينة شتله الساحليه.
المسامر : لم أفهم.
السيد وارث ينظر إليه : اتبع جنازة رجلك يوسف إلى هناك وستعلم من هو عدوك ولك أن تفعل ماهوه صواب وقتها.
ينظر المسامر إلى الجميع وهو ينظر إلى السيد وارث.
مدينة شتله الساحليه
الملهى الليلي ضوء القمر وصوت الموسيقى تعلو داخل الملهى الكل مستمتع والحارس شاكر يحاول ضبط الأنفس مع الذين يتعاركون من فرط الشرب والعامله سناء تقوم بخدمة الزبائن بمساعدة رائد فأتت سالي من مكتبها قائله : سناء كيف العمل معك؟
سناء : كل الأمور على مايرام آنسه سالي.
سالي : جيد جداً.
أتى أحد السكارى ووقف بالقرب من سالي ووضع يده على خصرها قائلاً : أيتها الجميلة هل لك أن تراقصيني؟
رأت إليه سالي وابتسمت له قائله : لك هذا.
فعاجلته بضربة من قبضتها كانت كفيلة بإن يقع على الأرض مغشياً عليه.
سالي : شاكر تعال أخرج هذه القمامة من هنا.
شاكر وهو يبتسم : أمرك آنسة سالي.
سناء : كيف لك أن تفعلي هكذا؟
سالي وهيه تمسح قبضتها : لقد علمني أبي بعض الفنون القتاليه لمثل هذه المواقف.
تضحك سناء وتغادر سالي إلى مكتبها ثم تمسك هاتفها وتطلب رقم يرد المجيب الآلى (الهاتف الذي طلبته مغلق أو خارج التغطيه) ثم جلست على كرسيها وتنهدت قائله : أين أنت مالذي يحدث معك هذه المرة.
المدينة الغائمة
السجن المركزي تحديداً في استراحة المساجين يجلسون يتابعون التلفاز بقناة الأخبار، الجد العقيد من ضمنهم ومعه حارسه الشخصي جوزيف فرأى أخبار عن إنفجار بالحي السكني القديم في مدينة الأبراج وورد تورط اسم منظمة الذئب الأسود في التقرير فقال : خذني إلى زنزانتي حالا جوزيف : أمرك أيها الجد.
فتحرك به بين ممرات السجن إلى أن وصل إلى زنزانة الجد ودخل إليها وجلس بكرسيه المتحرك خلف مكتبه وأخرج هاتفه المحمول وقام بطلب رقم ثم وضعه على أذنه : ألو السيدة أنفال.
السيدة أنفال : احترامي أيها الجد كيف الحال؟
الجد العقيد : أنا بخير ولكن أرى في شاشة التلفاز أخبار لا تسر أبدا مالذي يحدث؟
السيدة أنفال : بعض المشاكل وابنك السيد سام يسعى لحلها.
الجد : أين هوه الآن؟
السيدة أنفال : لقد ذهب لمقابلة كبير عائلة العراب آل السامر السيد وارث.
الجد : سوف أرى مالذي يمكن فعله ابقيني على إطلاع.
أغلق الخط وهو يفكر.
مدينة شتله الساحليه
تقف سيارة سالي أمام ملهاها الليلي في وضح النهار وتدخل إليه وتجد موظفينها ينظفون المكان اللقت عليهم التحيه ودخلت إلى مكتبها وجلست خلف طاولتها تقلب بيدها أوراق وفواتير وهيه تفكر بكلام المحامي رأفت ثم قالت : أخرج من رأسي أيها الأحمق أن ضوء القمر ليس للبيع ولو بكنوز الدنيا كلها.
ثم أمسكت هاتفها وطلبت رقم واتصلت به مغلق حاولة مرة أخرى مازال مغلق فقالت : أين أخي لا أعلم أين يختفي هذا المشاغب عندما أحتاج إليه.
فجأه صوت طرق على باب مكتبها ويفتح الباب فقالت : سناء ماذا هناك؟
سناء : أن الضابط فياض يريد مقابلتك لأمر مهم.
سالي : مالذي يريده الآن دعيه يدخل؟
يدخل الضابط فياض ويلقي التحيه على سالي التي ردت عليه السلام ثم قال : أنا آسف قد أتيت بوقت غير مناسب.
سالي : لا بأس تفضل ماذا هناك؟
الضابط فياض : جئت لإخبرك عن أخوك السيد يوسف.
سالي تترك الأوراق التي بيدها : ماذا به أخي يوسف اتصل على هاتفه مغلق.
الضابط فياض : للأسف جئت لإخبرك بإن السيد يوسف قد لقي حتفه منذ يومين في مدينة الأبراج.
عندما سمعت سالي الخبر وقعت على كرسيها من هول الصدمة.
يتبع….