الحج بلاتصريح


حسن بن محمد منصور مخزم الدغريري
من رحمة الله بعباده أن فرض عليهم الحجَّ مرةً واحدةً في العمر ؛ قال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) ( آل عمران : ٩٧ ) وفي حديث : ( الأقرعَ بنَ حابِسٍ رضي الله عنه سألَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ : الحجُّ في كلِّ سنةٍ أو مرَّةً واحدةً ؟ قالَ : بل مرَّةً واحدةً ، فمَن زادَ فَهوَ تطوُّعٌ ) رواه أبو داود في سننه ؛ وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم 1721 فمن رحمة الله بعباده أن فرض عليهم الحج مرةً واحدةً في العمر ؛ ومن رحمته أيضاً أن شرطه على المستطيع مالياً وبدنياً ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج ) ( الحج : ٧٨ ) فتأملوا اخواني كيف هي سماحة الإسلام ؛ وحسن تعاليمه ؛ حيث فرض الحج على عباده مرةً واحدةً في العمر ومع الاستطاعة ؛ ومع ذلك نجد بعضاً من المسلمين هداهم الله من المقيمين والمواطنين السعوديين يحجون بيته المعظم بدون تصريح أو بدون إذنٍ من الجهات المختصة ؛ فيعرضون أنفسهم لمخالفة أمر ولي الأمر المانع للحج بدون تصريح ؛ مع أنَّ الله قد رفع عنهم الفريضة لكونهم غير مستطيعين مالياً أو بدنياً ؛ ويعرضون كذلك أنفسهم للمساءلة القانونية ؛ والعقوبات الصارمة من الدولة حفظها الله ؛ وكذا على من سعى في حملهم إلى المشاعر المقدسة بدون تصريح ؛ فلماذا يحرجون أنفسهم ، ويعرضوها للإثم والعقوبة ؛ وهم في غنىً عن ذلك ؛ والدولة السعودية أيدها الله لم تقرر مثل هذا القرار إلا لمصلحة الحجاج والمعتمرين أنفسهم ؛ ولتبعد عنهم زحام المخالفين ؛ ولتحفظ لهم حقوقهم الأمنية ، والصحية ، والخدمية ، والدينية ؛ والإرشادية ، وغيرها ؛ فيجحون بيته المعظم ؛ وقد أعطوا كامل حقوقهم ؛ وهذا تكريمٌ لهم أيما تكريم ؛ ورفعةً لهم أيما رفعة ؛ فإذا دخل مثل هؤلاء المخالفين المشاعر المقدسة بدون تصريح تسببوا في أذية الحجاج النظاميين ؛ ولم يؤدوا شعائر حجهم على أتمّ وجه ؛ ولله الحكمة البالغة فيما يشرعه لعباده ؛ ولله الحجة الدامغة في حكمه وقضاءه ؛ وللدولة السعودية أيدها الله قدم السبق في نجاح حج حجاج بيته المطهر ؛ وأداء شعائرهم التعبدية ؛ وللدولة حفظها الله شرف الخدمة لضيوف الرحمن وقاصدي البيت الحرام والمشاعر المقدسة بكل ما تحمله الرعاية من معنى ؛ فلذا لهم أن يقرروا ما يرونه مناسباً للحد من ظاهرة الحج بدون تصريح ؛ ليسهم ذلك في نجاح مواسم الحج والعمرة المتكررة ؛ وما بكم من نعمة فمن الله ؛ نسأل الله أن يجزي دولتنا السعودية خير الجزاء على خدمتهم لضيوف الرحمن ، وقاصدي البيت الحرام ؛ وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان ، والخيرات في أرجاء بلادنا ؛ وجميع بلدان المسلمين . اللهم آمين .