الأدب والشعر

صَخَبُ العَبَايَا..

شَرِيفَةُ رَاشِد القُطَيْطِيَّةُ  

شَرِيفَةُ رَاشِد القُطَيْطِيَّةُ  

كُنَّا صِغَارًا..

وَكَانَ الظِّلُّ أَحْيَانًا مُرَائِيَا ..

يَخْطِفُ الوَقْتَ وَيَهْرُبُ

وَلَمْ نُعَقِّدْ مَعَهُ اتِّفَاقًا

أَنْ نَظَلَّ بَيْنَ الضُّحَى وَالظَّهِيرَةِ

نُلَمْلِمُ أَوْرَاقَ العَبَثِ ..

وَنَشْتَرِي مِنَ اللَّحَظَاتِ ..

لِسَدِّ الجُوعِ فَطِيرَةً

 

كُنَّا زَمَانًا لَا يُقَاضِينَا عَلَيْهِ

صَخَبُ العَبَايَا..

وَلَا التَّجَوَّلُ بِأَحْدَاثٍ مُثِيرَةٍ

نَتْرُكُ الأَقْفَاصَ يَمْلَؤُهَا السُّكُونُ

وَنَحْنُ فَوْقَ الغُصْنِ مُتَحَدِّثُونَ.

يَأْتِي الكِبَارُ بِبَعْضِ خُبْزٍ

وَيَنَامُ الصِّغَارُ فَوْقَ الظَّفِيرَةِ

 

أَيَظُنُّ الزَّمَانُ كُنَّا سَوَاقِي

مُتَلَهِّفِينَ لِلتَّلَاقِي..؟

نَقُصُّ الحِكَايَا وَقْتَ لَيْلٍ

وَيَشْتَدُّ الجِهَادُ مَعَ الصَّبَاحِ

نَشُقُّ صَدْرَ الشَّمْسِ بِأَحْلَامٍ كَبِيرَةٍ

 

كُنَّا صِغَارًا ..

وَكَانَ كُلُّ شَيْءٍ جَمِيلًا

لَوْحَةُ الأَحْجَارِ تَحْتَ الدَّارِ

مُسْتَوَى الأَفْكَارِ ..

وَجْهُ البَحْرِ مُبْتَسِمٌ

وَذَاكِرَةُ الفَجْرِ خَطِيرَةٌ

كَمْ كُنَّا نَخْتَبِئُ !..

مِنْ صَخَبِ العَبَايَا..

وَصَوْتِ أُمِّي تَارِكٌ.. أَرْضًا أَسِيرَةً

كَمْ كُنَّا مَعَ الأَزْهَارِ نَغْفُو

وَقْتٌ لَا يُسْأَلُ عَنِ المَذْكُورِ

وَبَيْنَ الوَقْتِ وَالوَقْتِ بَعْضُ سُرُورٍ

وَنَحْنُ فِي حِضْنِ المَوْجِ وَالشَّطَآنِ

قَوَارِيرُ مُسْتَدِيرَةٌ

حَفْلُنَا القَادِمُ بَيْنَ نَخْلٍ

وَبَيْنَ أَطْرَافِ القَبِيلَةِ

نَبْنِي مِنَ الأَعْشَاشِ وَجْهَ طِفْلٍ

تَعَدَّى مَرَاحِلَهُ الجَمِيلَةَ

نَحْفُرُ خَنْدَقًا حَوْلَ السُّبَاتِ

وَأَيُّهُمْ يُبْقِي الثَّبَاتَ

وَنَسْقُطُ فِيهِ بِخُطَطِهِ القَصِيرَةِ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى