الأدب والشعر

مرت ساعة 

راشد بن عامر السلماني

راشد بن عامر السلماني

وَنَحْنُ جَالِسِينَ مَعَ بَعْضِ
تَعِبَتْ مِنَّا الحُرُوفُ
وَتَعِبَتْ مِنْ صَمْتِنَا الأَرْضُ
إِنْتِي.. تَكَلَّمِينِي وَغَلْطَتِي.. وَمَا فَهِمْتُكِ
أَنَا.. تَكَلَّمْتُ.. وَتَأَلَّمْتُ.. وَمَا وَصَلْتُكِ
مَوْقِفٌ صَعْبٌ
مَا تَتَحَمَّلُهُ القُلُوبُ الَّتِي تُحِبُّ
كَانَ الكَلَامُ عَنِ الذِّكْرَيَاتِ
وَمُعْظَمُهَا.. انْتَهَتْ وَتَلَاشَتْ
صَعْبٌ نُعِيدُ الَّذِي فَاتَ
لَا تُذَكِّرِيهَا.. اليَوْمَ عُيُونُنَا التَقَتْ

* * * *

عُمْرُنَا هَذَا جَدِيدٌ
اتْرُكِيهِ بِلِقَائِنَا سَعِيدٌ
تُصَدِّقِي.. كُلُّ شَيْءٍ عَنْ بَالِي غَابَ
أَلَا صُنْدُوقُ هَدِيَّةٍ
وَمِنْ طُولِ الغِيَابِ
تَمَزَّقَتْ أَطْرَافُهُ
وَنَسِيتُ أَوْصَافَهُ

* * * *

بِدَاخِلِهِ تَسْكُنُ سَاعَةٌ
مُتَأَخِّرَةٌ عَنْ وَقْتِهَا
مَا هَمَّنِي.. لَبِسْتُهَا
شُوفِيهَا عَلَى يَدِي
يُمْكِنْ بِشُوفَتِهَا تَسْعَدِي
مَرَّتْ سَاعَةٌ
وَهِيَ تُطَالِعُ السَّاعَةَ
قَالَتْ.. هَكَذَا قَبْلَكِ حَيَاتِي
لَا أَعْرِفُ مَتَى حَظِّي يَأْتِي

* * * *

تَتَأَخَّرُ أَفْرَاحُ مَوَاعِيدِي
عَاجِزَةٌ.. عَنْ تَعَابِيرِي
عَاجِزَةٌ.. وَمَا لَقِيتُ غَيْرِي
سِوَى هَذِهِ السَّاعَةُ
تُوَصِّلُ لَكَ صِدْقَ إِحْسَاسِي
وَمَعْنَى نَبْضِ قَلْبِي وَأَنْفَاسِي
أَخَّرْتُهَا.. حَتَّى لَا تَمُوتَ الدَّقَائِقُ.. مِنَ الحَرَكَةِ
أَخَّرْتُهَا.. حَتَّى تَظْهَرَ لَكَ الحَقَائِقُ.. المُرْتَبِكَةُ
اِعْذُرْنِي.. أَتْعَبْتُ قَلْبَكَ مِنَ الرَّحِيلِ
وَلَوْ أَهْدَيْتُكَ قَلْبِي.. يَظَلُّ بِحَقِّكَ قَلِيلًا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى