لن نترك وجه الصباح للغرباء


شريفة راشد القطيطية
1. كُلَّ يَوْمٍ أَغْرَقُ فِي العِشْقِ
أَلَيْسَ لِلْعِشْقِ وَجْهٌ أَحْتَمِي بِهِ؟
أَلَيْسَ لِلْفَجْرِ عُرْوَةٌ.. تَأْتِي بِالصَّبَاحِ خَجْلًا؟
لَسْتُ أَدْرِي..
مَاذَا اكْتَظَّ بَيْنَ أَوْرَاقِ المُبَاحِ
أَيَعْقِلُ أَنْ أَسْأَلَ العَهْدَ..؟
كَيْفَ انْفَضَّ سِجَالُ الحَدِيثِ
وَأَنْ أَبْدَأَ بِمُعَاتَبَةِ نَهْدٍ
كَيْفَ يُتْرَكُ فَرَاغًا بَيْنَ مُتَاهَاتِ العُبُورِ؟
وَكَيْفَ يَأْتِي بِالغُرَبَاءِ..
سُمَرٌ.. عَلَى مَرْأَى الجَمِيعِ
وَيُعْقِدُ اتِّفَاقًا بَيْنَ المَطَرِ وَجَنَبَاتِ الطَّرِيقِ.
2. يَشْرُقُ مِنِّي وَجْهُكَ بِنِصْفِ هِلَالٍ
وَيُولَدُ صَيْفِي..
بِأَلْفِ عُصْفُورٍ وَأَلْفِ احْتِمَالٍ
أَلَيْسَ لَدَيْكَ العَرِينُ الَّذِي
يَبْزُغُ مَعَ الفَجْرِ..؟
وَيَتْرُكُ سِجِلَّ اللَّيْلِ لِلْمُتَسَوِّلِينَ
هُمْ يَتْرُكُونَ أَنْصَافَ الحُلُولِ
لِتَعْتَذِرَ..
هُمْ يَنْسَوْنَ خَمْسِينَ عَامًا تَحْتَضِرُ
بَيْنَ أَصَابِعِهَا بَعْضُ بُثُورٍ
وَيَعْمِدُونَ لِلصَّبَاحِ..
يَسْلُبُونَ مِنْهُ البَرِيقَ.
3. حَارَاتُ تَنَفُّسِي قَدِيمَةٌ
أَتَتْ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ
مِنْ شُرُفَاتٍ بَعِيدَةٍ..
لِمَاذَا أَطْرُقُ أَبْوَابَ المَاضِي
بَحْثًا عَنْ رَائِحَتِكَ
لِمَاذَا تَقْتَسِمُ مَعِي الخُطَى
لِيَهْطُلَ وَجْهُكَ أَلْحَانًا عَذْبَةً
لَمْ يَكُنْ لِلصَّبَاحِ صَوْتٌ..
غَيْرَ صَوْتِ تَنَهُّدِكَ
لَمْ يَكُنْ لِلْغَيْثِ هَمْسٌ
غَيْرَ كَلِمَاتِ تَعَبُّدِكَ
كَيْفَ تَتَعَانَقُ الظِّلَالُ بِعَذْبِ الرَّحِيقِ..؟
4.حَمْقَاءُ يَا ذَاتَ العَبَقِ
كَيْفَ لِلَّيْلِ أَنْ يُطْلِقَ سَرَاحَكِ
رَغْمَ الهَيَامِ
رَغْمَ انْبِعَاثِ الصَّمْتِ مِنْ رَحَبِ الغَمَامِ
جَاءَ مُصْطَحِبًا وَجْهَ اللَّيْلِ
لِيَغْمِدَ أَنْفَاسَهُ فِي خِدْرِكَ
لَنْ نَتْرُكَ وَجْهَ الصَّبَاحِ لِلْغُرَبَاءِ
هُمْ عَالِقُونَ بِلا شَكٍّ..
فِي سَرَبِ الذُّنُوبِ
يُعَطِّلُونَ الحَنَاجِرَ مِنْ أَنْ تَتُوبَ
عَابِثُونَ..
لَا يَتْرُكُونَ السَّلَامَ عَلَى أَجْنِحَةِ الحَمَامِ
وَلَا غَضْنَ الزَّيْتُونِ يَعْبُرُ..
حُدُودَ الرِّكَامِ السَّحِيقِ.