مذكرات الولد الشقي..ليس من سهولة أن تكون كاتبًا


فايل المطاعني
يقولون إن الكتابة موهبة، وأنا أقول إنها أيضًا ورطة!
نعم، ورطة عندما تقرر فجأة أن تصبح كاتبًا في بيت لا يعترف إلا بالدراما المنزلية والضرب تحت الحزام (الحزام هنا مجازي… وأحيانًا حقيقي!).
لكنني كنت شجاعًا، جربت الكتابة… وكانت البداية من “غرفة النوم”، وتحديدًا من فوق المخدة، حيث ولدت أول قصة حب في حياتي… بين مخدتين!
ليس سهلًا أن تكون كاتبًا، خصوصًا عندما تكون صغيرًا ومخيلتك تركب صاروخًا وتطير فوق السحاب.
أول محاولة لي في الكتابة كانت على… مخدتي!
نعم، المخدة الأولى كانت البطل، والمخدة الثانية البطلة.
أعددت حوارًا بينهما، وجلست أكتبه بسرية تامة. لكنني لم أكن أعلم أن أختي الكبرى كانت تتجسس من خلف الباب! والكارثة أنها نادت إخوتي، وتحول المشهد من دراما رومانسية إلى فيلم كوميدي بائس!
الحوار كان كالتالي:
البطل (مخدة رقم 1):
– أين كنتِ ليلة أمس يا وردة أحلامي؟!
البطلة (مخدة رقم 2):
– كنتُ عند رأس أختك… إنها كانت تبكي وتحتاج لحضني!
البطل:
– خائنة! تركتِ وجهي وحده يواجه البرد والتيارات الهوائية!
البطلة:
– اسكت، لا تكن دراميًا، أنت محشو بريش الإوز الفاخر، لا أحد يعاني مثلك!
(وهنا انفجر الجميع ضاحكين، أما أنا فحاولت الدفاع عن نفسي قائلاً:
– هذا أدب رمزي! فيه عمق!
لكن أخي قال لي:
– نعم عمق… المهابيل!)
لم يكتفِ إخوتي بالضحك، بل أخبروا الجيران، والجيران أخبروا أصدقائي، وصرت معروفًا في الحارة بلقب “كاتب المخدات”!
أقسمت بعدها ألا أكتب أبدًا… لكن قلبي كان يقول: “لا تيأس، حتى شكسبير أكيد كتب مرة على وسادته!”
تعلّمت من هذه التجربة أن الموهبة تحتاج إلى الشجاعة… وأحيانًا إلى غرفة مغلقة جيدًا!
فلا أحد يبدأ من القمة، وربما كانت أولى خطواتي نحو عالم الكتابة من “قاع” السخرية، لكنها كانت بداية، والبدايات دائمًا عظيمة… حتى وإن كانت على المخدة!