Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

مذكرات الولد الشقي..شخصيات مؤثرة

فايل المطاعنى

فايل المطاعنى

في حياتي، مرّ أشخاص كثيرون، لكن قليلًا منهم يتركون أثرًا لا يُمحى، وكأنهم نقشوا أسماءهم في القلب قبل الذاكرة. وهؤلاء، وإن كثروا، لا يسعني ذكرهم جميعًا، ولكن اسمحوا لي أن أشارككم بعضًا منهم، ممن شكّلوا ملامح طفولتي وشبابي، وتركوا في نفسي أثرًا لا يُنسى.

معلم التاريخ – الأستاذ مصطفى النجار

كنت من عشّاق مادة التاريخ، وكان الأستاذ مصطفى، الفلسطيني الجنسية، هو أول من علّمني أن التاريخ ليس مجرد تواريخ ومعارك، بل هو روحُ أمة، ومرآةُ حضارتها. منه عرفت أن الحضارة لا تُقاس بالسيارة الفخمة، ولا بالملبس الفاخر، بل بالسلوك المتحضّر، والاحترام، والكرامة. كان دائمًا يقول: “الحضارة أن تعيش بكرامة، أن تكون إنسانًا أولًا.”

الأستاذ محفوظ شديد

مدير المنطقة التعليمية في مدينة العين، رجل فاضل، وتربوي مُحنك من فلسطين أيضًا. علّمني من دون أن يعلّمني، وكان حضوره وحده كافيًا لتشعر أن التعليم رسالة، لا وظيفة. الفلسطينيون، إلى جانب إخوانهم المصريين والسودانيين، غرسوا فينا بذور العلم والانضباط، وهذا فضل لا ننساه ما حيينا.

العم سبيت الغيلاني – البحّار

من بين أولئك الذين علّموني الحكمة، كان العم سبيت، بحّارًا قديمًا، يحمل في وجهه ملامح البحر، وفي عينيه صبر الموج. منه تعلمت أن الحياة مدّ وجزر، وأن الله يُعطي ويأخذ، وكل شيء عنده بحكمة.

أختي أم فيصل – توأم الروح

رغم أنها أصغر مني، كانت دائمًا معي، سندي وسري، وصديقتي الأقرب. حين توفيت، شعرت أنني فقدت عينًا كنت أرى بها الدنيا، وركنًا كنت أستند عليه كلما تعبت. غيابها جعل الحياة باهتة، لكنها لا تزال تعيش في قلبي.

أمي الحبيبة – معلمة الحياة الأولى

قبل أن أدخل المدرسة، علّمتني أمي القراءة. كانت تجلب لي مجلة ماجد كل أربعاء، وتضعها في سريري، حتى صارت جزءًا من عالمي. وهل تذكرون أغنيتها؟

“يلا يا موزة وراشد… نجري نشتري ماجد”

أمي لم تكن فقط أمًا، كانت بوابة للخيال والمعرفة.

هناك الكثير من الشخصيات التي أثّرت فيّ، ولكلٍّ منهم حكاية، ولكلٍّ منهم فضل. فجزى الله الأحياء منهم خيرًا، ورحم من غادرونا، فهم ما زالوا أحياء في القلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى